check
الخدمة الاجتماعية والرفاه الاجتماعي | مدرسة الخدمة الاجتماعية والرفاه الإجتماعي على إسم باول بيرفالد

الخدمة الاجتماعية والرفاه الاجتماعي

 

على مدار الدورة الحياتية، وفي ظل الظروف الاجتماعية المتنوعة، قد يعاني الإنسان من ضائقات مختلفة. قد يكون الأفراد، العائلات والمجتمعات عرضة للفقر وللمشاكل الصحية والعاطفية التي تنعكس في الإقصاء المجتمعي، السلوكيات الخطيرة، الجنوح والعنف الأسري.

الاكتراث المجتمعي لمثل هذه الحالات ينعكس في الترتيبات التي تُجريها دولة الرفاه. هذه الترتيبات تمنح حقوقًا اجتماعية وتخلق شبكة أمان لجميع المواطنين على مدار سنوات حياتهم، وتزوّد خدمات نفسية-اجتماعية للأفراد والأسر المحتاجة لذلك.

الأجندة التي تُعنى بها مهنة الخدمة الاجتماعية هي اجتماعية، ورسالتها هي المساهمة في تعزيز رفاه الفرد بواسطة التأثير على بلورة السياسة الاجتماعية، إجراء نشاط مشترك مع مختلف الفئات السكانية بهدف التمكين المجتمعي وتلبية الاحتياجات النفسية-الاجتماعية للفرد وأسرته.

لتحقيق رسالتها، تستند مهنة الخدمة الاجتماعية إلى مبادئ وقيم العدالة الاجتماعية، المعرفة والمهارات. هذه القيم مرتبطة بالمفهوم المبدئي القائل أنّ هناك علاقات تبادلية بين الإنسان وبيئته. يتأثر الإنسان بالنظم البيئية ويؤثّر عليها-العائلة، المجتمع، الثقافة والمنظومة الواضعة للسياسات. لتحسين رفاه الإنسان وجودة حياته، هناك حاجة لاكتساب المعرفة الشاملة والمعمّقة حول هذه النظم وحول كيفية بناء وتطور العلاقات التبادلية بين الإنسان وبيئته، وحول سُبل تحسينها.

لذلك، يمكننا تعريف مهنة الخدمة الاجتماعية على أنّها مهنة مُساهِمة في تعزيز رفاه الإنسان في المجتمع بواسطة بناء معرفة بحثية، أداء أنشطة تسعى لخلق تغيير مجتمعي، وسياسات اجتماعية وإجراء تدخّل شمولي بالتعاون مع الفرد وأسرته لخلق مزيج من الحلول ذات الصلة: تبادلية، شخصية، مادية، تشغيلية وتأهيلية.

لذلك، تتداخل مهنة الخدمة الاجتماعية في مجموعة واسعة من الخدمات في القطاع الحكومي والبلدي وفي المجتمع المدنيّ، ولدى   مختلف الفئات السكانية. يندمج العاملون الاجتماعيون في مختلف الوظائف، ابتداءً من العلاج المباشر للفرد وأسرته، ووصولا إلى إدارة الخدمات الاجتماعية وبلورة سياسات الرفاه في مختلف المجالات.

نظرًا للمهنية القصوى والعميقة المطلوبة في هذه المهنة، فهي تُدرّس في أطر أكاديمية وممارستها تخضع لأحكام قانون العاملين الاجتماعيين. بالإضافة إلى ذلك، يشارك العاملون الاجتماعيون بشكل فعّال في تطوير المعرفة النظرية، البحثية والعملية المحدّثة بواسطة الالتحاق بالدراسات المتقدمة والانضمام للهيئة التدريسية والبحثية في مجال الخدمة الاجتماعية في الأوساط الأكاديمية.

المنخرطون في مهنة الخدمة الاجتماعية يخوضون مسار نمو شخصي شيّق، والذي يمكن تسخيره لغرض الاندماج في النشاط المهني.